مدينة مالقة الإسبانية تمنح زوّارها تجارب ثقافية وشاطئية لا تُنسى

تمنح مدينة مالقة الواقعة في جنوب إسبانيا زوّارها تجربة سياحية متكاملة تجمع بين دفء المناخ وجمال السواحل وغنى التراث التاريخي، حيث تتربع على ساحل “كوستا ديل سول” وتُعرف بكونها مدينة الشمس والثقافة والطبيعة، ما يجعلها واحدة من أبرز الوجهات التي يقصدها السيّاح من مختلف دول العالم على مدار العام، لا سيما من الراغبين في المزج بين الاسترخاء والتجوال الثقافي والفني.

تحتضن المدينة عدداً من أبرز المعالم الأثرية التي تعود لعصور مختلفة، أبرزها قلعة القصبة التاريخية التي تقف على تلة تطل على وسط المدينة، حيث يعود بناؤها إلى القرن الحادي عشر وتحكي جدرانها تفاصيل من الحقبة الإسلامية في الأندلس، كما يحتضن أسفلها المسرح الروماني الذي يُعد من أقدم المعالم الباقية في المدينة، ويشهد اليوم عروضًا فنية وفعاليات ثقافية تُعيد الحياة إلى أحجاره القديمة وتربط الماضي بالحاضر.

وتفخر مالقة بكونها مسقط رأس الرسّام العالمي بابلو بيكاسو، حيث يستقطب متحف بيته آلاف الزوار من عشاق الفن، ويعرض أعمالاً فنية تغطي مختلف مراحل حياته الإبداعية، كما يتيح مركز بومبيدو للفن الحديث فرصة للغوص في عالم الفن المعاصر في مبنى عصري مطل على الميناء، وهو أول فرع خارج فرنسا لهذا المتحف الشهير ويُعد نقطة جذب بارزة لمحبي الفنون البصرية.

ولا تقتصر المتعة في مالقة على المتاحف والمباني التاريخية، بل تمتد إلى شواطئها الذهبية مثل شاطئ مالاغويتا وبلايا ديل بالو، حيث توفر هذه السواحل النظيفة أجواء مثالية للسباحة والتجديف وممارسة الرياضات المائية، إلى جانب المقاهي والمطاعم المنتشرة على امتداد الشاطئ، والتي تُقدّم أشهر أطباق المطبخ الأندلسي، في تجربة مذاقية متكاملة تحت أشعة الشمس الدافئة.

كما تُعد مالقة نقطة انطلاق مثالية لاكتشاف الريف الأندلسي، إذ يمكن للمغامرين خوض تجربة المشي في ممر “كامينيتو ديل ري”، أحد أشهر الممرات المرتفعة في أوروبا، أو الذهاب إلى مضيق إل تشورو لتسلق الصخور في واحدة من أجمل المناطق الجبلية في البلاد، حيث تلتقي الطبيعة بالمغامرة وتُمنح الزوّار إطلالات آسرة وذكريات لا تُنسى.

وتنظم المدينة مهرجانات على مدار العام تحتفي فيها بتراثها الفني والثقافي، إلى جانب جولات بحرية تُظهر سحر السواحل الإسبانية بمياهها الفيروزية الصافية، مع أجواء احتفالية على متن القوارب تجذب محبي الحياة البحرية، مما يعكس تنوع الخيارات التي تتيحها المدينة لزوارها مهما اختلفت اهتماماتهم.