استكشف الجمال الإسباني بعيداً عن الزحام في 5 وجهات سياحية هادئة ومذهلة

آخر الأخبار

محمد توفيق
2025-07-30 | 10:19 ص
تابعنا على تويتر للحصول على أخر الاخبار
توفّر إسبانيا بتنوعها الطبيعي والثقافي تجارب سياحية فريدة تلبّي أذواق الزائرين كافة، ومع ازدياد أعداد السيّاح الوافدين إلى مدنها الكبرى مثل برشلونة ومدريد، بدأت بعض الأصوات ترتفع محذرة من أثر الاكتظاظ على السكان المحليين وأسعار السكن، مما تسبب أحياناً في اندلاع احتجاجات شعبية.
وفي ظل هذا الواقع، تبرز مجموعة من الوجهات الإسبانية الأقل شهرة، التي تمنح الزائرين فرصة استثنائية للاستمتاع بجمال الطبيعة والمعالم التاريخية بعيداً عن الزحام وصخب المدن، في رحلة هادئة تعيد إلى الأذهان معنى الاستكشاف الحقيقي.
تقع منطقة لا ريوخا شمال البلاد، وتعد من بين أقل الوجهات استقطاباً للأجانب، إذ لم تستقبل سوى نحو 180 ألف زائر فقط خلال عام 2024، مقارنة بملايين السياح الذين توافدوا إلى برشلونة وحدها، وتتموضع لا ريوخا على تلالٍ ناعمة عند سفوح جبال البرانس، وتُعرف بإنتاجها للنبيذ ومناظرها الخلابة، ما يجعلها ملاذاً مثالياً لمحبي الهدوء والتأمل وسط الطبيعة الريفية.
تتميّز منطقة إكستريمادورا بتاريخ عريق يحتضن ثلاث مواقع مصنّفة ضمن التراث العالمي لليونسكو، حيث تتوزع فيها معالم مثل متنزه مونفراغوي للطيور المهاجرة، بالإضافة إلى جيوبارك فيلوركاس-إيبوريس-هارا، وهي منطقة جيولوجية فريدة غنية بالتضاريس والمعادن النادرة، كما يمكن الاستمتاع بشاطئ أوريلانا بلايا، الذي يُعد أول شاطئ داخلي في البلاد يحصل على العلم الأزرق، وهو ما يعكس جودة المياه والنظافة والخدمات البيئية المتاحة فيه.
أما عشاق البحر والطبيعة، فيمكنهم التوجه نحو ما يُعرف بالساحل الشمالي الأخضر، وهو خط ساحلي يمتد عبر شمال إسبانيا ويزخر بمنحدرات صخرية تعود للعصر الجوراسي، ويضم موانئ صيد تقليدية، وخلجاناً معزولة، وشواطئ رملية شاسعة، وقد صنّفته شبكة CNN ضمن البدائل المثالية للباحثين عن تجربة بحرية هادئة بعيداً عن المنتجعات المكتظة.
في جزر الكناري، تظهر جزيرة إل هييرو كواحدة من النماذج الريادية في تطبيق مبادئ السياحة المستدامة، حيث تتمتع بتضاريس بركانية متنوعة وغابات كثيفة تحتضن ما يقارب 100 نوع من الكائنات الحية المتوطنة، وتُعتبر الجزيرة بأكملها محمية طبيعية وفق تصنيف منظمة اليونسكو، ما يجعلها وجهة مميزة لعشاق البيئة ومحبي المغامرة في أحضان الطبيعة البكر.
ولا تكتمل القائمة دون ذكر مقاطعة طرويل الواقعة شرق البلاد، والتي تتيح لزوارها تجربة فريدة عبر رحلات البحث عن الكمأ الأسود، كما تضم مسارات للمشي تمر عبر مناطق تضم آثار ديناصورات تعود إلى 150 مليون سنة مضت، وتنتشر فيها شلالات وأنهار طبيعية مثالية للسباحة والاسترخاء، ما يجعل منها واحدة من أكثر الوجهات المفاجئة في إسبانيا.
وبينما تبقى المدن الإسبانية الكبرى وجهات جذابة بحد ذاتها، فإن هذه المناطق الخمس تقدّم تجربة سفر مختلفة، تحمل في طياتها هدوء الطبيعة، وثراء التاريخ، وجمال التفاصيل المخفية عن أعين الكثيرين، لتمنح السائح فسحة لاكتشاف إسبانيا الحقيقية.